ورشة

  • ملخص تحضيري
  • المشاركون
  • تإرسال مقترحكم

إن الاستنساخ التام للنماذج الآتية من الخارج آلت في القارة الافريقية إلى فشل ذريع ، وأدت بالمحاولات الافريقية للخروج من التخلف إلى مأزق . فبرامج التعديل الهيكلي التي جرت خلال الثمانينيات والتسعينيات ، والتي كان يفترض أن تعيد الانتاج للاقتصاديات المتأزمة ، أدت في نهاية المطاف إلى خنق أية بادرة للتنمية ، ومن هنا يتعين على القارة أن تحدد لنفسها تصورا ومقاربة إفريقية للتنمية المستدامة تأخذ جذورها من قيمها ومبادئها في الحوكمة ، ومبنية على حقائقها الخاصة وعلى مصالحها أولا وقبل كل شيء ، مع دمج العبر المستخلصة من تاريخها الخاص وكذا العبر المكتسبة من المسارات التنموية التي عرفتها بقية بلدان العالم ، والتي يبدو أنها بلغت محدوديتها .

ولتحقيق ذلك ، تواجه إفريقيا اليوم تحديا يتمثل في بناء و تجسيد فكرا مستقلا وأصيلا بشأن تنميتها ، مع الإسهام في تنمية المجتمع الانساني برمته ، وهذا يتطلب تكريس وتعزيز دور القيادة الافريقية ، لاسيما على المستوى السياسي ، الاقتصادي والاجتماعي ، وإعادة خلق نموذج إفريقي آخر ، وبناء دولة مُطوّرة واستراتيجية ، وقطاع خاص مُبادر وتنافسي ، ونخبة تتمتع بالكفاءة في إدارة الأعمال، ومجتمع مدني ديناميكي ، وإنشاء أقاليم للمشروعات المندمجة من المستوى المحلي إلى المستوى القاري .

ومن هنا ، يجب السعي إلى بناء جماعات مندمجة وشبكات للبحث الداخلي أو الذاتي ، العمل عل تثقيف وتكوين وتجنيد الموارد البشرية ذات النوعية العالية في خدمة المجتمعات الافريقية ، والاقتصاد والتنمية المستدامة للقارة .